صلاح رزق: النقاد الشرقيون متسرعون فى الحكم على النص الأدبى

صلاح رزق: النقاد الشرقيون متسرعون فى الحكم على النص الأدبى

اليوم السابع : كتبت سارة عبد المحسن ـ الأحد، 14 أغسطس 2011 - 18:22

الناقد الدكتور صلاح رزق

وجه الناقد الدكتور صلاح رزق نصيحة وصفها بالمهمة لطلابه فى ورشة الكتابة وهى عدم التسرع فى الحكم على النص إلا بعد دراسته دراسة متعمقة، وضرب مثال ببيت شعر لنزار قبانى يقول فيه "فصلت من جلد النساء عباءة"، مؤكدا على أن النقاد الشرقيين هم الأكثر تسرعا فى إطلاق الاحكام على النصوص الادبية، فمن هذا النص مثلا قد يقولون على قبانى أنه شاعر داعر، وهذا غير صحيح على الإطلاق، مشبهاً تحليل الناقد للنص الأدبى بتحليل الطبيب لطبيعة المرض النفسى عند مريضه.

جاء ذلك خلال انعقاد ورشة الكتابة الأدبية بمتحف الطفل بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب ضمن فعاليات ليالى رمضان.

وأوضح رزق أن اللغة وعاء كبير يحتوى على الكثير من المعانى والمفردات والألفاظ، وهذا قد يضع الكاتب فى حيرة بل وصراع عند اختيار الألفاظ، مؤكدا أن هذا التنوع هو الذى يجعل كل كاتب متفرد وله صوته ومنهجه الذى يميزه عن غيره من الكتاب الآخرين.

وأشار رزق إلى القيم الموسيقية الموجودة باللغة، مضيفا أنه لولا وجود التنوع فى نطق أصوات الحروف ما كان لكل كاتب لون متميز، مؤكدا أن القيم الموسيقية ليست فقط فى لغة الشعر، ويتضح ذلك من قصيدة النثر، وحتى الكتابة الروائية.

وأكد رزق ضرورة أن يجمع الكاتب بين الممتع والجميل فى كتابته، مشيرا إلى أن الوجود يعيش فى بنية من الثنائيات المزدوجة،كالخير والشر، الأبيض والأسود، الحب والكراهية، مشيرا إلى أنه من هذه النقطة تظهر حرفية الكاتب فى الخروج من هذا التضاد وخلق نوع من التوازن، قائلا إن الإنسان المثالى عند الله ليس الملاك ولا الشيطان وإنما الممزوج ببعض من السيئات والأعمال الصالحة فيتوب عليه الله فيصبح مثاليا، هكذا هى الكتابة بالمثل.

وعلى هامش الندوة أقيمت امسية شعرية، ألقى خلالها عدد من الشعراء جزءا من قصائدهم، حيث ألقى الشاعر ماجد يوسف قصيدة من القصائد التى كتبها بمسرحية الملك هو الملك لسعد الله ونوس التى عرضت عام 79 على مسرح الريحانى، تصف هذه القصيدة تجبر الحكام واستبدادهم وغدرهم حتى بأقرب الناس لهم ومن كانوا يمدحونهم.

بينما ألقى الشاعر حسن السوهاجى قصيدة بعنوان "قصيدة فى السياسة" تلقى الضوء على الوضع السياسى الراهن، لافتا فى قصيدة إلى الجماعات التى كانت ليس لها صوت ثم بدأت تتكلم فى السياسة، وكيف كان حال المتكلمين فى السياسة فى عهد الحكومة السابقة قبل الثورة وكيف أصبح الآن.

كما ألقى السوهاجى قصيدة أخرى بعنوان "رسالة من شهيد" حاول من خلالها توجيه رسالة إلى أمهات الشهداء وذويهم لتصبرهم على بلواهم، داعيا فيها إياهم بعد النواح والصراخ على الشهداء، لأنهم أصبحوا قدوة للمتظاهرين للتأكيد لكل الشعوب التى ترغب فى الحرية أن تستمر فى تظاهرها حتى تنال حريتها، لافتا إلى أن القصيدة موجهة لكل شهداء الثورات العربية.