أحدث الأخبار الثقافية
الأربعاء، 10 أغسطس 2011
القاصة التونسية هيام الفرشيشي: القراء والمشاهدة يحتلان طقس رمضان
Do you like this story?
القاصة التونسية هيام الفرشيشي: القراء والمشاهدة يحتلان طقس رمضان
الرأى الأردنية : عمان - سميرة عوض
نلتقي اليوم مع مبدعة من الشقيقة تونس، لنتعرف على يوميات القاصة والإعلامية التونسية هيام الفرشيشي، من إصداراتها القصصية مجموعة « المشهد والظل»، كما صدر لها غير كتاب نقدي ومنها كتابها «أوركسترا الشاعر - تشويق المشهد الشعري لدى يوسف رزوقة في إعلان حالة طوارئ»،وهو كتاب يحتفي بتجربة الشاعر الفائز بجائزة الملك عبدالله الثاني حيث تناصفها مع الشاعر والسفير والوزير حيدر محمود.
- ماذا عن طريقة استقبال هلال رمضان.. في طفولتك؟
استقبال هلال رمضان في طفولتي هو استقبال تعيشه كل عائلة تونسية تنتظر كلمة مفتي الجمهورية في التلفزة قبل الشهر الكريم بيوم ليعلمنا بحلول شهر رمضان فهو استقبال له نكهة عائلية، وإثر كلمة المفتي أخرج وإخوتي للحديقة لنتأمل السماء بغية رؤية الهلال بالعين المجردة، وغالبا ما يتعذر علينا ذلك..
- متى بدأت في الصوم... وماذا عن طقوس تعويد الطفل على الصيام؟
بدأت أتعود على الصوم في دار جدي بالعاصمة – تونس- حيث كنت وأطفال العائلة نكتفي بالامتناع عن الطعام لمدة نصف اليوم، وبعد يومين نخيط جرابين في بعضهما ونرميهما في الماجل، وكنا نبدد أوقات الصيام في «الماناج» الكائن وراء «جامع صاحب الطابع» أو في زيارة مقر نادي الترجي التونسي بباب سويقة لنطلع على الكؤوس والبطولات عن كثب، ثم تعرج أقدامنا نحو الأسواق التقليدية، وندخل زاوية «سيدي محرز» نقرأ سورة الفاتحة، ونضع بعض المليمات في الصحن الموجود قرب الماجل، وفي سن العاشرة تقريبا تعودت على صيام يوم كامل، وأصبحت أصوم أغلب أيام رمضان، وفي سن الثانية عشر أصبحت أصوم شهر رمضان كاملا.
- ماذا عن طقسك اليومي في رمضان؟
حين يدخل شهر رمضان أكون متهيئة للصوم، ولذلك لا يدخل على نسق حياتي أو حركتي أي تغيير، ولكن في رمضان أكون وكأنني أمارس صلاة روحية عبر الإبداع، قد تحملني إلى عوالم وتجليات، أو قد تحمل لي بعض البوارق، حيث أندمج مع ذاتي والتحم مع هو كامن، أو مع ما هو الهام قد يكشف صورا أو معان جمالية جديدة.
-ماذا تقرأين في رمضان؟
في رمضان أعود حتما إلى كتاب القرآن، أقرأ ما تيسر من سوره، وأعيد تأملها وكأنني بصدد اكتشافها من جديد، وأقرأ بعض الآثار الأدبية والشعرية لأن نشاطي الصحفي يقوم على القيام بمتابعات أدبية بطريقة منتظمة، فقراءتي تتراوح بين كتاب القرآن والكتب الأدبية.
-وماذا تتابعين تلفزيونيا في رمضان؟
أتابع الذكر، الدعاء مع آذان المغرب بعض الأعمال الدرامية والفكاهية، ولكن بصورة غير منتظمة أحبذ أن أجد بعض البرامج الدينية التي تهتم بسير الأنبياء والرسل والصحابة، ولكنها غير متيسرة بما فيه الكفاية.
- ماذا عن الأمثال الشعبية التونسية الخاصة برمضان؟
هي أمثال دينية بالأساس كانت والدتي ترددها وهي: «لا يخصك من الصلاة ركعة ولا من الصوم يوم» أي لا يجب أن نغفل ركعة صلاة واحدة، أو يوم صوم واحد في رمضان، وهناك مثل يقول: «يجعلنا من صيامو حتى توفى أيامو»، أي اجعلنا من صيامه إلى أن تنتهي أيامه...
-ماذا عن طقوس العبادة في رمضان..
لا أدعي التدين، ولكنني كمسلمة أصوم وأصلي في رمضان فروضي العادية، ولم أحضر صلاة التراويح منذ طفولتي، وأعتقد -وهذا اعتقاد خاص- أن علاقتي مع الله تكون أكثر صفاء حين أصلي بمفردي أي خارج صلاة الجماعة ربما قد يناقش هذا دينيا، ولكنني أتحدث عن لحظات صفاء مع الخالق.
-ماذا تفضلين من مطبخ رمضان...؟
أفضل الأطباق الرمضانية اليومية: الشوربة، البريك، السلطة، ومعها صنف آخر أساسي، لست مسرفة في الأكل، ولكنني أحبذ أن تكون على الطاولة الأطباق التي تفتح شهية الأكل ومطبخ رمضان في تونس متنوع، وأعتقد أنه يمر بكل أصناف الأكل طيلة أيام الشهر، وكلها مفضلة عندي وعند التونسي بصفة عامة.
-وماذا عن الولائم الرمضانية...؟
أعتقد أن كلمة وليمة رمضانية، لا مكان لها في عاداتنا، فبقدر ما يعمل التونسي على تنويع أطباق الطعام، وبقدر عدم إسراف البعض على الإقبال عليها، فلا توجد ولائم رمضانية عندنا، ربما لأن أكبر طبقة في تونس هي الطبقة المتوسطة، وهناك طبقات أخرى ضعيفة، وتعيش في أماكن الظل، وهي التي قادت الثورة وانفجرت، لا تسمع بهذه الكلمة أصلا.
- والسهرات الرمضانية.. هل هي موجودة في تونس؟
هي سهرات عائلية بالأساس، فدارنا تبقى مفتوحة دائما للزوار، ولا أعتقد أن سهرة رمضانية واحدة تمر دون ضيوف من العائلة أو المقربين، بالنسبة إلي حتى وإن اخترت السهر في رمضان خارج المنزل فأختار الأماكن والفضاءات المفتوحة، كالمقاهي وخاصة تلك المنفتحة على البحر، ولا أحبذ الأماكن التي فيها اكتظاظ أو ضجيج، ربما لأنني أيام الطفولة عشت أجواء رمضان في العاصمة بحميمية كبيرة وحضرت السهرات الموسيقية والحفلات إلى أن صرت أبحث عن أجواء مختلفة مع مرور الزمن.